شبكة الإمارات لرصد الشهب والنيازك

تعتبر “شبكة الإمارات لرصد الشهب والنيازك” مشروعاً مشتركاً بين وكالة الإمارات للفضاء UAE Space Agency ومركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك ، وأكد المهندس محمد شوكت عودة مدير مركز الفلك الدولي أن الشبكة هي عبارة عن مشروع أقامه ويشغله مركز الفلك الدولي بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا NASA“.
تجدر الإشارة إلى أن شبكة الإمارات الفلكية لتصوير الشهب التي أنشأها ويشغلها مركز الفلك الدولي هي الشبكة الوحيدة في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط القادرة على إجراء هذه الأغراض العلمية بشكل آلي ومتكامل حيث يبلغ عدد الشبكات المماثلة في العالم 12 شبكة خمسة منها في الولايات المتحدة وواحدة في أوروبا مشتركة بين ثلاث دول وواحدة في كل من أستراليا ونيوزلندا وتشيلي وناميبيا وجنوب أفريقيا. (المصدر)
|
الموقع الإلكتروني:
|
وأطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة أواخر مايو/أيار 2019 م، شبكة الإمارات لرصد الشهب والنيازك، في إطار استراتيجيتها الطموحة لتطوير علوم الفضاء والوصول بها إلى الريادة عربيًا.
تتكون الشبكة من ثلاث محطات مختلفة موزعة في أرجاء دولة الإمارات لتسجيل الظواهر الفلكية في سماء الدولة، حيث تضم كل محطة كاميرات فلكية موجهة نحو السماء، وتقوم بالتسجيل تلقائياً بمجرد الكشف عن شهاب الذي قد يكون جزءاً من الزخات الشهابية أو قطعة من حطام فضائي. وعند التقاط هذا الشهاب من أكثر من موقع واحد، يتم حساب مساره بحيث يمكن تحديد مصدره. (المصدر)
و أشار الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، إلى أن شبكة الإمارات لرصد الشهب والنيازك، مشروع يغطي سماء الدولة بشكل كامل، وتضم محطاته الثلاث 51 كاميرا متخصصة ترصد السماء آليًا ، حيث تضم كل محطة 17 كاميرا ترصد السماء بشكل آلي وتقوم بتسجيل مقاطع فيديو وصورة ثابتة لكل شهاب يجري التقاطه ؛ وتتمتع إحدى الكاميرات في كل محطة بعدسة واسعة المجال ، ما يسهل عملية تحديد الشهب اللامعة التي قد ينتج عنها نيزك يصل إلى الأرض، أما بقية الكاميرات في المحطة الواحدة فهي ذات مجال رؤية ضيق، تتيح الفرصة لتحليل الشهب بدقة أكبر ورسم مدار الشهاب حول الشمس.
كاميرات الفيديو تكون موجهة نحو السماء وتقوم هذه الكاميرات بتصوير الشهب بشكل آلي بمجرد مرورها في السماء ومن ثم يقوم الحاسوب الموجود في المحطة بتحليل هذه الشهب إضافة إلى إرسال مقاطع الفيديو بشكل آلي إلى المركز الرئيس في أبوظبي.
وقال الأحبابي إن «دولة الإمارات تتمتع بمقدرات علمية وتقنية متميزة في مجال رصد الأجسام الفضائية والشهب والنيازك، تضاهي في جودتها تلك التي تملكها دول تتمتع ببرامج فضائية متقدمة وذات باع طويل في هذا المجال. ستعمل الشبكة على تحديد إحداثيات النيازك أو حطام الأقمار الاصطناعية ومكان سقوطها، فضلًا عن اكتشاف الزخات الشهابية غير المعروفة أو توثيق نشاط جديد لإحدى الزخات الشهابية المعروفة.. ما يشكل فرصة نادرة لمعرفة العلماء مسبقًا بموعد ومكان سقوط جسم فضائي بدقة، ويتيح الفرصة لدراسة سقوط الجرم ومعرفة تأثير الغلاف الجوي على مساره، ومقارنة نماذج علمية تبين آلية سقوط الأجسام الفضائية على الأرض ومعرفة دقتها» وفقًا لصحيفة البيان الإماراتية.
وتتوزع المحطات الثلاث في أماكن مختلفة في الإمارات؛ الأولى في جامعة الشارقة، والثانية في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، والثالثة في محطة أوتيد للأرصاد الجوية.
وقال الدكتور أحمد بن عبد الله بالهول الفلاسي، وزير دولة الإمارات لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، في تغريدة نشرها في حسابه الرسمي على تويتر «بدعم وحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تم إطلاق شبكة الإمارات لرصد الشهب والنيازك، التي تعد ثمرة تعاون بين وكالة الإمارات للفضاء ومركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك؛ إضافة نوعية أخرى إلى المقدرات الفضائية لدولة الإمارات.» (المصدر)
مساهمات علمية
تقوم شبكة الإمارات لرصد الشهب بأبحاث علمية متخصصة وتنشر هذه الأبحاث في مجلات علمية وعالمية محكّمة فقد قامت الشبكة منذ إنشائها وحتى الآن بنشر عدة أبحاث لتحليل النتائج التي تم الحصول عليها من خلال الشبكة بالتعاون مع الشبكات الأخرى. كان المنشور الأول عبارة رصد نشر من قبل الاتحاد الفلكي الدولي بعنوان “زخة شهب أكتوبر الزرافيات 2016م” وذلك في شهر أكتوبر 2016م. وكان المنشور الثاني أيضا عبارة عن رصد نشر من قبل الاتحاد الفلكي الدولي بعنوان “زخة شهب ألفا وحيدات القرن 2017م” وذلك في شهر ديسمبر 2017م. وكان المنشور التالي بحثا بعنوان “دراسة استقصائية لزخات الشهب في نصف الكرة الجنوبي”، ونشر في شهر فبراير 2018م. وكان العمل التالي بحثا بعنوان “ثوران زخة شهب العوائيات واستراتيجية للبحث عن المذنبات الخطرة”، ونشر في شهر ديسمبر 2019م. (المصدر)
وبينت تحليلات وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” الصادرة قبل عدة أيام أن “شبكة الإمارات الفلكية لرصد الشهب والنيازك” تمكنت خلال العام 2019 م من تصوير ومن ثم تحديد مدار 16 ألفا و 85 جرما سماويا من خلال تصويرها المستمر للشهب خلال العام 2019 م.
وإضافة إلى توثيق زخات الشهب المختلفة يشار إلى أن أهم ما التقطته الشبكة خلال عملها في السنوات الماضية هو ثلاثة أحداث هامة الأول كان التقاط كرة نارية لامعة جدا شاهدها العديد من الناس يوم 30 سبتمبر 2016 م ، الساعة 20:15:58 بتوقيت الإمارات، والتي شوهدت من قبل العديد من الناس. ويعتقد أن أجزاءً من الكرة النارية قد وصلت إلى الأرض وتحديدا في المنطقة الواقعة بين مدينة خليفة وشاطئ الراحة، حيث بلغت سرعتها 23 كيلومتر في الثانية الواحدة، وتقدر كتلة ما وصل إلى الأرض ما بين 5 و 20 جرام، وقطرها ما بين 1 إلى 3 سنتمتر، وكثافتها 2.2 جرام لكل سنتمتر مكعب، أي أنها بحجم الحجر الصغير، وهي ذات أصل جرم طبيعي وليس صناعي.
وقامت كاميرات الشبكة بتصوير الكرة النارية من ارتفاع 93.4 كم من سطح الأرض وحتى ارتفاع 44.8 كم حيث حدث التوهج الأكبر للكرة النارية، وتم تسجيلها من قبل الكاميرا واسعة الحقل في المحطة الأولى وكاميرا في المحطة الثانية.
وبعد ظهور الكرة النارية بعدة أيام، شاركت “شبكة الإمارات لرصد الشهب والنيازك” مع شبكات الرصد في فنلندا والولايات المتحدة وشبكة الرصد الراديوي في اليابان في توثيق نشاط لزخة شهابية غير نشطة كان من المتوقع حدوثها من قبل أحد خبراء الفلك الفنلنديين.
وحدثت الذروة لزخة شهب “أكتوبر الزرافيات” يوم 05 أكتوبر 2016 م الساعة 14:45 بالتوقيت العالمي، بحيث سجلت شبكة الرصد في كاليفورنيا تسعة شهب ما بين الساعة 08:45 والساعة 13:15 بالتوقيت العالمي، وسجلت شبكة الإمارات ثلاثة شهب ما بين الساعة 14:48 والساعة 19:15 بالتوقيت العالمي. (المصدر)
والحدث الثاني هو توثيق الشبكة لسقوط قمر صناعي يوم 16 أكتوبر 2017 والحدث الثالث هو تسجيل كرة نارية لامعة جدا ظهرت في سماء الإمارات يوم الثلاثاء 5 مارس 2019 م.

منطقة البحث عن نيزك الكرة النارية التي ظهرت يوم 30 سبتمبر 2016 م
ونظرا لأهمية الأمر فقد قام فريق من مركز الفلك الدولي بالتعاون مع بعض الجهات الرسمية المحلية يوم 12 مارس 2019 بعملية بحث عن النيزك المحتمل في المنطقة المحددة وفي نهاية عملية البحث تم الحصول على عينتين محتملتين الأولى سوداء صخرية والثانية حديدية – صخرية تبدو عليها علامات الصدأ وبإجراء اختبارات سريعة تبين وجود خصائص مغناطيسية للعينة الثانية.. وقام المركز على الفور بالتواصل مع شركاء المركز في وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” وعرض صور العينات عليهم وبعد التحليلات المخبرية داخل وخارج الدولة تبين فعلا أن إحدى العينتين عبارة عن نيزك. (المصدر)
*
اضغط هنا لتتابع صفحتنا علي الفيس بوك
و 
***************************************************************

مواضيع ذات صلة
.
* مصفوفة الكيلومتر مربع Square Kilometre Array SKA أكبر تلسكوب راديوي في العالم
* القمر الصناعي الإيراني ظفر Zafar
* الصاروخ الفضائي الإيراني والرئيس الأمريكي ترامب
* القمر الصناعي الإماراتي عين الصقر Falcon Eye 2
.



